لله له الحمد كله, وله الشكر كله, أنعم فأسعد, وأجزل العطايا بلا حد,
وأصلي وأسلم على القدوة الأمجد, صلاة وسلاما دائمين إلى يوم يبعث الأحمر
والأسود, وعلى آله الأطهار, وصحابته الأخيار, والتابعين ومن تبعهم واقتفى
بأثرهم ما تعاقب الليل والنهار, أمـا بعد:
فأهلا وسهلا برمضان, وهنيئاً لمن بلغه الله تعالى رمضان, وعقد العزم وجدد
النية للصيام والقيام, والتقرب إلى الله تعالى بأنواع القربات والطاعات.
أهلا برمضان لما فرض الله فيه من الصيام, وجعله فرضاً على كل مسلم مكلف,
فأجزل لمن قام به الأجور, وجعل له الوقاية والستر عن النار, ويسّر له دخول
الحنان.
أهلا برمضان لـما سن فيه عليه الصلاة والسلام القيام وجعله مغفرة لذنوبه لمن قام إيماناً واحتساباً.
أهلا برمضان لما شرفه الله سبحانه وتعالى على سائر الشهور فجعله سيد الشهور فكان ميداناً لتنافس الموفقين, وتسابق الصالحين.
أهلا برمضان لما خصّه الله تعالى بليلة تعدل في أجرها أكثر من ثلاث وثمانين سنة لمن وفق فيها وقامها إيماناً واحتساباً